أثار انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة من ردود الفعل السلبية ما لم يثره انتخاب أي رئيس قبله. وقد أتت ردود الفعل تلك من سياسيين وإعلاميين أمريكيين، كما أتت من غير الأمريكيين في مختلف أنحاء العالم.
يخيل للمرء، وهو يرى كل هذا، أن مصير العالم والحياة على هذا الكوكب مرتبطان بالرئاسة الأمريكية. فهل يستحق ترامب كل هذا الكم من ردود الفعل؟
لو كان ترامب رجلا فريدا من نوعه لكان الجواب بالإيجاب ربما. لكن الرئيس الأمريكي الجديد ليس أول جمهوري يحكم بلاده، وليس أول رئيس يعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وليس الوحيد الذي يقترب تفكيره من تفكير تيار wasp ويعبر عن توجهات عرقية ...
لماذا إذن تم تلقي انتخاب ترامب بالامتعاض، بل وصل الأمر إلى التظاهر ضده؟
لابد من البحث في عمق الأشياء. وأول ما ينبغي كشفه هو من وراء التظاهرات التي يقوم بها مواطنون أمريكيون، ضدا على التقاليد الأمريكية الديمقراطية التي تقتضي القبول بنتائج الانتخابات، وليس النكوص على طريقة الأنظمة الديكتاتورية التي تجرب الديمقراطية في شكلها ثم تتوب منها. فالظاهر أنه ليس طبيعيا أن يتظاهر مواطنون ضد انتخاب رئيس ولو كان يحوز قدرا كبيرا من الكره.
عدا ذلك، لا يمكن أن تكون قضايا السياسة الخارجية هي التي تقف وراء الرفض الكبير للرجل لأنها غير مهمة كثيرا بالنسبة للمواطن الأمريكي. فهذا تهمه القضايا الداخلية التي تعد مفتاح الفوز في الانتخابات، إذ تمثل الخدمات الصحية والتعليم والشغل أهم القضايا الحاسمة.
أما محدد السياسة الخارجية فلا يؤثر كثيرا لأنه محسوم في جوهره، وله ثوابت عريقة، تسهر على تأمينها المجموعات التي لا تظهر في الصورة، وعلى رأسها وكالة المخابرات المركزية ومنظمة إيباك aipac.
ينبغي كشف السر وراء الرفض الكبير لدونالد ترامب، كما ينبغي الانتباه إلى أن الرفض في العالم العربي مثلا هو رفض دون صفة. فالأمريكيون، جمهوريين وديمقراطيين، لا يقدمون للعالم العربي شيئا إلا مقابل ثمن جد باهض، هذا على مستوى السياسيين. أما على مستوى المواطنين، فلا يعدو موقفهم أن يكون نتيجة للإيحاء الكبير الذي مارسه الإعلام العالمي.
بقلم: روبن هود
يخيل للمرء، وهو يرى كل هذا، أن مصير العالم والحياة على هذا الكوكب مرتبطان بالرئاسة الأمريكية. فهل يستحق ترامب كل هذا الكم من ردود الفعل؟
لو كان ترامب رجلا فريدا من نوعه لكان الجواب بالإيجاب ربما. لكن الرئيس الأمريكي الجديد ليس أول جمهوري يحكم بلاده، وليس أول رئيس يعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وليس الوحيد الذي يقترب تفكيره من تفكير تيار wasp ويعبر عن توجهات عرقية ...
لماذا إذن تم تلقي انتخاب ترامب بالامتعاض، بل وصل الأمر إلى التظاهر ضده؟
لابد من البحث في عمق الأشياء. وأول ما ينبغي كشفه هو من وراء التظاهرات التي يقوم بها مواطنون أمريكيون، ضدا على التقاليد الأمريكية الديمقراطية التي تقتضي القبول بنتائج الانتخابات، وليس النكوص على طريقة الأنظمة الديكتاتورية التي تجرب الديمقراطية في شكلها ثم تتوب منها. فالظاهر أنه ليس طبيعيا أن يتظاهر مواطنون ضد انتخاب رئيس ولو كان يحوز قدرا كبيرا من الكره.
عدا ذلك، لا يمكن أن تكون قضايا السياسة الخارجية هي التي تقف وراء الرفض الكبير للرجل لأنها غير مهمة كثيرا بالنسبة للمواطن الأمريكي. فهذا تهمه القضايا الداخلية التي تعد مفتاح الفوز في الانتخابات، إذ تمثل الخدمات الصحية والتعليم والشغل أهم القضايا الحاسمة.
أما محدد السياسة الخارجية فلا يؤثر كثيرا لأنه محسوم في جوهره، وله ثوابت عريقة، تسهر على تأمينها المجموعات التي لا تظهر في الصورة، وعلى رأسها وكالة المخابرات المركزية ومنظمة إيباك aipac.
ينبغي كشف السر وراء الرفض الكبير لدونالد ترامب، كما ينبغي الانتباه إلى أن الرفض في العالم العربي مثلا هو رفض دون صفة. فالأمريكيون، جمهوريين وديمقراطيين، لا يقدمون للعالم العربي شيئا إلا مقابل ثمن جد باهض، هذا على مستوى السياسيين. أما على مستوى المواطنين، فلا يعدو موقفهم أن يكون نتيجة للإيحاء الكبير الذي مارسه الإعلام العالمي.
بقلم: روبن هود
تساؤلات حول التوجس من انتخاب دونالد ترامب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق