الأحد، 30 أغسطس 2015

قصة قصيرة ( استدراج ) من تأليفي.


* استدراج .. قصة قصيرة .
ج 1
رجعَ مُتخاذلاً إلى الوراء ، تحدّث مع نفسه وهو ينظر في المرآة :
ـ لماذا أصبحتُ هكذا .؟! لماذا حبستني الأيام وراء جُدران النسيان ؟ولماذا بدوتُ هكذا ، كالمجنون كثّ الشّعر..؟!
حَدّق مَلياً فيما استوتْ إليه حالته وما صارتْ إليه هواجس بؤسه واحتقاره لمآلاتٍ تُشتت أفكاره وتجعل في كنهِ واقعٍ بئيس .
تساءلَ واحتار واعاد نظرته في المرآة ، كأنه يتفقّد حاله:
ـ لمَاذا أنا هكذا ؟ لمَاذا لا استطيع أن أزيل تلكَ الأسباب التي أرادَتْني وصيّرتني إلى هذاالحال التعيس.؟! أليس هناكَ مَخْرجاً يُفضى بي بَعيداً ..؟!
عانقتهُ الرغبة في تحطيم الاسباب التي ضيّعته ، فيُزيل كُل شيء أدّى إلى تعاسته.. ويُفضي بحاله إلى حالٍ أقدر لمعالجة كُل الفراغات وسدّ الفجوات .
ـ لن اجعل الآمراض تنهش عظمي ولا أن تقضّ مضجعي .لن اجعل الافكار تحبطني .!
ضاقتْ حدقتا عيناه ، قررَ أن يكون على جاهزية لتغيير حالته ، فالتغيير لا بُدّ منه.
سحبَ نفساً عميقاً ، انفتح الباب ، امتدّ ناظره إلى فوهته المُنفرجة .. كان أول ما أبْصرتهُ عينه فتاة شغلتْ تفكيرهُ ، وأنهكتْ جسده، وقستْ بتلاعباتها العاطفية فؤاده :
ـ أنتِ من غَيّر قلبي إلى حُبّك ، أنت منْ صيّرني إلى هذا الحال ، أنتِ من صَرفني إلى هذا الحال .
لم تُبدي الفتاة كلاماً بل ضلّت صامتة واستطرد :
ـ أنتِ من شغلتِي تفكيري .. فهل انتِ حقاً عاصفةٍ تستدرجيني إليها.
هزّ رأسه وحركته أسفاً :.
ـ أنتِ من أوقعتني في براثن حِبال حُبٍّ كاذب ، أنتِ من تصَيّدتني بغمزها فانغمستُ في بحر هواها، أعوم في مشبكة غرامها ، فهمْتُ بـ لا هدْيَله .
وقف وبانَ عليه الضيق :
ـ تعذّب تُ ولم تشفقين عليّ ولم تكترثين بي .
قالتْ بغنجٍ مؤسف ولاول مرة تنطق كلاما يجرحه كما لو كان نصل من سكين حادة يقع في قلبه:
ـ أعترفُ أني أنا كما قلت عنّي .. ولكنّي أنتَ من يتحمّل مسؤولية انحرافي.!



* الكاتب حمد الناصري سلطنة عُمان . 20/9/2010


قصة قصيرة ( استدراج ) من تأليفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق